احببت ان انقل هذه القصه البسيطه اتمنى ان تعجبكم
عودة
صرخ
في وجهها طالبا منها أن تصمت ولا تتكلم أبداً، وأدار وجهه عنها، فردت
محاولة أن تحبس دمعة أرادت الخروج من مقلتها: لماذا تعاملني بهذه الطريقة،
ألست أنا حبيبتك وشريكة حياتك أين هو الاحترام يا رفيق الدرب والروح لم
تستخدم هذه اللهجة القاسية معي؟ أين ذهب كلامك عن الطريقة المبتكرة لحل
مشاكلنا وخلافتنا والتي كنت تتباهى بها في لقاءاتنا وجلساتنا مع الأصدقاء
والمعارف، الحوار والنقاش والتفهم ومراعاة المشاعر؟ أين هي الوعود
والأحلام عن خلق علاقة مميزة بيننا، ألم تستطع أو فقدت الشجاعة لتقوم
بالمحاولة ؟؟ أو كل ذلك كان كلام في الهواء في محاولة منك لإقناعي أنك
متحضر وتملك عقلاً منفتحاً وتحترم المرأة وتؤيد حريتها!! ما هذا الكلام
الذي اسمعه يخرج من فمك!! أكاد لا أصدق أهذا هو أنت؟؟ حقاً لقد سقط القناع
أخيراً وظهرت على حقيقتك للمرة الأولى، حقاً لقد خدعتني بكلامك المنمق
وأفكارك عن الحرية والاحترام ولكن لماذا؟ لماذا؟ أنا لا استطيع أن أجد أي
تفسير لما تفعله ألم تعد تحبني أرجوك أخبرني أنت تدين لي بذلك أجل تدين لي
بتفسير؟ وخبئت وجهها بيديها لتخفي دموع الحيرة والغضب..
وبوجه تعلو ملامحه الندم اقترب منها ووضع يده على كتفها قائلاً: أسف يا
حبيبتي لقد تسببت بغير قصد مني أن أجرح مشاعرك الرقيقة وأنا أكثر شخص في
هذه الدنيا يعلم كم أنت حساسة وشفافة فسامحي سرعة غضبي وثورتي في وجهك،
ولكن هموم الحياة ومشاكلها هي من جعلتني هكذا، العالم في الخارج يا صديقتي
أصبح مخيفاً الجميع يريد أن يحصل على كل شئ حتى لو كان على حساب غيره بل
كل واحد مستعد أن يدوس على الآخر ليصل إلى هدفه وغايته، حتى لو كان هذا
الآخر صديقه أو قريبه أو حتى أخيه!!!! والأنا أصبحت تسيطر على مجمل
أحاديثنا الكل يقول أنا أريد أن أصبح، أريد أن آخذ، أريد أن أحقق، لا أحد
يريد أن يعطي أو يشارك أو يساعد، وأنا يا حبيبتي في وسط كل هذا التخبط فقد
بوصلتي وبدأت أشعر بالضياع والتشتت ونسيت في لحظة من لحظات ضعفي وجودك إلى
جانبي، نسيت الحضن الذي كان ولا يزال يضمني في أشد حالاتي حزناً وضياعاً،
نسيت القلب الذي أحبني وساندني في كل حياتي فاعذريني يا رفيقة الدرب لأني
سمحت لظروف الحياة وقساوتها أن تبعدك عني وجلس قربها صامتاً حزيناً.......
وعبرت موجات حزنه وهمه إلى قلبها المفعم بالحب ونظرت نحوه بعيون ممتلئة
بالحنان بعد أن أنساها كلامه كل ما كانت تشعر به من حزن وغضب: لا تخف يا
حبيبي أنا بقربك ولن أتركك لوحدك وسأكون قربك في كل الظروف مهما كانت
قاسية و لن أدعك تواجه تقلبات الحياة لوحدك فأنا شريكتك في السراء
والضراء، وسنكون في صف واحد معاً مهما كانت المصاعب كبيرة وخطيرة.. ولكن
لي طلب وحيد عندك، اطلبي ما شئت يا حبيبتي قالها باندفاع غريق وجد ما
ينقذه، أريدك أن تحترمني وتنظر لي كشريكة وليس كعبء ملقى على كاهلك مهما
كانت الظروف أتعدني بذلك؟؟ أجل أعدك يا صديقتي وحبيبتي والأهم من ذلك يا
شريكتي.
في كل شئ ...... كل شئ.
غريق مش لاقي قشه