امسح نظارتكـ ....!
ذات يوم كنت مسافرا وكان الجو يبدو قاتماً..
وكنت احاول فتح عيني بأوسع دائرتيهما لأحظى بأكبر قدر من الرؤيه
انعكس الامر على وضعي النفسي
فشعرت بضيقٍ شديد .. اضطررت -اخيراً - الى ان اوقف الى جانب الطريق
انتظاراً الى ان يستعيد الجو(عافيته)لأواصل مسيري
خلعت نظارتي لأريح عيني اثناء التوقف
اطلقت ضحكه طويله ازالت كدر النفس (المتراكم) من (قتامة) الجو
كانت مفاجئتي ان(الكدر) ليس في الجو ولكنه في نظارتي ..!
فما إن مسحتُ نظارتي حتى كان الطريق (مغرياً) لي بمواصلة السير
تذكرت وقتها كيف ان كثيرين ينظرون الى بعض الامور او بعض الاشخاص نظرات(معلبه) لكنها ليس لها مدة(صلاحيه) محدده .. فيظلون يهابون الإقدام
على تلك الامور نتيجة نظرات(تكونت) عنها-في نفوسهم-عبر الزمن
وسط ظروف واجواء معينه ولو ان هؤلاء تخلو عن نظراتهم لحظه
واقتحموا تلك الامور لأدركوا وقتها ان (العيب) ليس في تلك الامور
ولكنه في (نظارات) نفوسهم ! .. فهم لو (نظفوها) وأقدموا لاتضحت لهم تلك الامور على حقيقتها
وهناك آخرون (تتشكل) نظرتهم الى بعض من حولهم من اهل او اصدقاء
او زملاء او جيران وسط اجواء نفسيه قد يكون(لوَنها) موقف ما
جرى(تفسيره) بطريقه سلبيه او حتى (تكرر) سماع احكام من اشخاص (مأسورين) بموقف فيمثل لهم ذلك (نظارة) قاتمه يرون بها ذلك الشخص او اولئك الاشخاص ولو انهم نظفوا نظارة نفوسهم من(غبار) تلك التصورات والاعتقادات فسيكتشفون انهم مختلفون جداً عن تلك النظره (السلبيه)
التي حبستهم فيها تلك(النظاره)..!
اليس من الاجمل ان نعتاد (مسح) نظاراتنا باستمرار حتى لا يتشكل
الغبار -مهما كانت خفته-طبقه قد تغير لون النظاره(الاصلي) الشفاف؟!